تزامن تسليم جوائز الفائزين بالنسخة الأولى من جائزة “بالعربية للثقافة والعلوم اللّغويّة”، وموضوعها “بيروت”، مع اليوم الدولي للّغة الأمّ في 21 شباط، وذلك في احتفال أحيته الجمعية المنظّمة “#بالعربيّة للّغة والتّحديث” في المكتبة الوطنيّة- الصنائع مساء أمس الإثنين برعاية وحضور وزير الثقافة اللّبنانيّة القاضي محمّد وسام المرتضى، وممثل رئيس الجمهوية للشؤون الفرنكوفونية جرجورة حردان وحشد واسع من الدبلوماسيين والفعاليات الثقافية ومهتمين.
ضاهر: بيروت الإلهام
في المستهلّ، عبّرت رئيسة الجمعية الدكتورة سارة ضاهر أنّ “جمعية “بالعربيّة” تفخر بهذا الإنجاز”.
وقالت في كلمتها “أتشرف بتقديم الجوائز للفائزين بجائزة “بالعربية للثقافة والعلوم اللغويّة” بعامها الاول وموضوعها “بيروت”. بيروت الجريحة التي لا تزال تضمّد هذه الجراح. بيروت الحزينة التي لا تزال تتجاوز الحزن. بيروت التي تذكرنا في كل يوم بأنها لم ولن تستسلم. بيروت أمل هؤلاء الشباب. بيروت أم الشرائع. بيروت فينيقيا، مهد الحضارات، بيروت التي ألهمت هؤلاء الفائزين”.
وأضافت أنّ الجائزة أُطلِقَت في العام المنصرم بمناسبة اليوم العالميّ للّغة العربية في 18 كانون الأول 2021 برعاية #وزارة الثقافة ودعمها، و”هي الوزارة التي نقدرها ونحترمها ونعتز بها”.
المرتضى: العربيّة والعرب والنّاشئة
بدوره، شدّد وزير الثقافة القاضي محمد وسام المرتضى على أهمية حثّ الناشئة الاغتراف من جمالية اللغة العربية: “الآن ههنا، في ما نحنُ فيه من احتفال، نحاول أن نقدم جواباً عمليّاً على تلك الأسئلة، بأن نعرّف الناشئةَ على كنوزِ جمالٍ تختزنُها اللغةُ العربية، ونزرعَ في أفكارِهم حبَّها وفي قلوبهم انتماءً إليها، هويةً وبيتَ وجود. وجمعية “بالعربيّة للّغات والحداثة” اتخذت هذا السبيل لها غايةً، وما برحت منصرفةً إليه، نشاطاً بأذيالِ نشاط، كأنما شعارُها: “ألا في عشق لغتهم فليتنافسِ المتنافسون”.
وختم وزير الثقافة :” بحسبي أن أذكِّرَ بأنَّ اللغةَ العربية بدون أدنى شك، تشكل للعرب الخزانة التي حفظت إيمانهم وتاريخهم وتطلعاتهم، وهي بهذا المعنى جزء من هويتهم الثقافية والاجتماعية والسياسية، تجمعهم بعضاً إلى بعض مهما اختلفت أقطارهم وتعددت لهجاتهم. وعلى أمل أن توضع خطّة وطنيّة، بل قوميّة، تهدف إلى شدّ الأواصر بين اللغة والناس.”
بزيع: الأسطورة ولعنة الطائفية
ضيف شرف المناسبة الشاعر #شوقي بزيع، استعاد في كلمته الروايات الأسطورية عن بيروت، وأطلق عدّة رسائل لاذعة ضدّ المنظومة السياسيّة.
استحضر نصّه “مأزق المدينة الإشكالي، وهي تتأرجح على حبل الجناس الناقص، بين العاصمة والعاصفة كما بين الهاوية والهوية”.
وجاء في كلمة بزيع “إذا كانت بيروت كما تذهب الأسطورة هي ثمرة الزواج المقدس بين أفروديت البحرية وأدونيس البري، فقد بدت المدينة وفق هذه الرؤيا منها إلى الحقيقة، وأدنى إلى الأحلام منها إلى الوقائع”.
واعتبر أنّ” جمعية “بالعربية” تحاول قدر استطاعتها أن تزيل بعضاً من سوء التفاهم القائم بين اللبنانين ولسان العرب، ووزارة الثقافة اللبنانية التي تجسد معنى الكيان وكنزه الحقيقي. ولو أدرك ساسة لبنان وحكامه القيمة الحقيقية لهذا البلد الصغير لما تناوبوا على نهش جماله الفردوسي بأنياب الجشع والاستئثار وسكاكين الغرائز الطائفية”.
وأضاف بزيع “لن يكون نهوض للبنان إلا حين يقاس احتياطه الذهبي، لا بعدد السبائك المخزنة في أقبية مصرفه المركزي، بل بذهب المعرفة القابل للتسييل في مخيلة فنانيه وشعرائه الكبار. ولن يكون نهوض للبنان إلا حين يشرع قادته وزعماؤه بالبحث عن سبل ملائمة لإتقان لغتهم الأم، والاهتداء إلى نطق صحيح لمخارج الحروف لا إلى مخارج آمنة لتهريب ما كدّسوه من أموال السرقات والجبايات المحرمة والنهب المنظم”.
ثم ألقى من مجموعته الشعرية “سراب المثنى” مقطعاً صغيراً عن حرف “الواو”.
من فاز؟
الجائزة التي تولى تحكيمها كلٌّ من الإعلامي والمدرب بسام براك، والكاتبة الدكتورة نازك بدير، والإعلامية لوركا سبيتي والكاتبة والناقدة مايا الحاج، ضمّت أربع فئات، وفاز بها:
- فئة القصة القصيرة: رنا علم وجنى سليقة
- فئة الإلقاء: أحمد ياسين
- فئة الفيديو المصوّر: كميل الريس
- فئة الشّعر: فيفيان زلزلي
وأوضحت رئيسة الجمعية سارة ضاهر لـ”النهار” أنّ “الجائزة نُظّمت على مستوى كلّ لبنان، واستهدفت فئات خريجي المدارس من وصاعداً، واشترك في نسختها الأولى بحدود 300 مشاركاً”.
وفي تقييمها “أنّ أعداد المشاركين للنسخة القادمة سيرتفع، لأنّ الجمعية قرّرت الإعلان عنها بين آذار ونيسان، مما سيفسح مجالاً لتحضير المشاركين ويستقطب أعداداً أوسع، كما سيطال التعميم الجامعات ووسائل التواصل الإجتماعية”.
ويُذكر أنّ جمعية “بالعربية” انطلقت في العام 2017 بهدف دعم اللغة العربية وتطويرها عبر عدّة أشكال تضمّنت دورات محو الأمية، توفير فرص تعليمية، تمكين النساء، مساعدة الأطفال، تخصيص دروس عربية للجيش اللبناني، بالإضافة إلى التحضير لأنشطة تعليمية وإطلاق جوائز خاصة بالمساجين.
وتتفرد الجمعية بإطلاق أول اختبار كفاءة باللغة العربية، بغية قياس لغة الأفراد على الاستفادة الفعالة من اللغة، بمباركة من وزارة التربية وبالتعاون مع “الأسكوا”، ويتم العمل على نشر هذا الاختبار من خلال توقيع اتفاقية تعاون مع مجمع اللغة العربيّة بالشارقة.