أطلقت جمعيّة “بالعربية” أمس في اليوم العالمي للغة العربيّة الأم جائزة “بالعربيّة للثقافة والعلوم” برعاية وزارة الثقافة في قاعة مقر المكتبة الوطنية- الصنائع، تكريماً للفائزين بالفئات الأربع وهي: الإلقاء، القصيدة، القصة القصيرة والفيديو المصوّر.
ضمّت لجنة التحكيم كلاً من الدكتور نازك بدير الأستاذة الجامعيّة والكاتبة، الإعلاميّة والروائيّة لوركا سبيتي، الإعلاميّ بسام براك والكاتبة والناقدة مايا الحاج اللذين تعذّر حضورهما بسبب ظروف صحيّة.
الوزير محمد المرتضى
وبحضور حشدٍ من صحافيّين، وكُتّاب ودبلوماسييّن وشخصيات عامة، تمّ الترحيب بالدكتور سارة ضاهر رئيسة الجمعيّة التـي نوّهت بكلمات وجدانيّة بجهود وزارة الثقافة إضافةً بدور الجمعيّة بمؤاساة اللغة العربيّة، وألقى الشاعر شوقي بزيع كلمةً اعتبر فيها بأنَّ لبنان لم ولن يفتقر يوماً للأدباء وبأنّ دوره في هذا المجال لن يعرف الأفول.
أما وزير الثقافة محمد بسام المرتضى فاستشهد بمقولة الفيلسوف الألمانيّ مارتن هايدغر: “اللغة بيت الوجود، فيها يقيم الإنسان. وحراس بيتها أولئك الذين بالكلمات يفكرون، فبفضل حراستهم تحقق الكشف عن الوجود”. وأضاف: “أحسب أنّ ليس كالعربية لغة تنطبق عليها هذه المقولة للفيلسوف الألماني. بل أحسب أنّ ليس كالعرب قوم يسكنون لغتهم، منذ تكوّنت معانيها في رتابة الصحراء وضآلة أشيائها، حتى أصبحت فيما بعد الوعاء الذي استوعب منجزات الحضارة الجديدة، فقهاً وعلم كلام، ولاهوتاً وفلسفة، وأدباً وتأريخاً، وطباً وفلكاً وكيمـيـاء وعلومــاً أخـرى مادية وإنسانية”.
وشدّد المرتضى على “اهمية حثّ الناشئة على الاغتراف من جمالية اللغة العربية، قائلاً: “الآن ههنا، في ما نحن فيه من احتفال، نحاول أن نقدم جواباً عمليا على تلك الأسئلة، بأن نعرّف الناشئة على كنوز جمال تختزنها اللغة العربية، ونزرع في أفكارهم حبها وفي قلوبهم انتماء إليها، هوية وبيت وجود. وجمعية “بالعربية للغات والحداثة” اتخذت هذا السبيل لها غاية، وما برحت منصرفة إليه، نشاطاً بأذيال نشاط، كأنما شعارها “ألا في عشق لغتهم فليتنافس المتنافسون”.
وختم: “في كل حال، أنا لا أريد في هذا المقام أن أتطرّق إلى دور اللغة في جمع الأمة أو تقسيمها. ذلك أمر يحتاج إلى بحثٍ مستفيض لا تكفيه عجالة خطاب. لكن بحسبي أن أذكر بأن اللغة العربية بدون أدنى شك، تشكل للعرب الخزانة التي حفظت إيمانهم وتاريخهم وتطلعاتهم، وهي بهذا المعنى جزء من هويتهم الثقافية والاجتماعية والسياسية، تجمعهم بعضا إلى بعض مهما اختلفت أقطارهم وتعددت لهجاتهم. وعلى أمل أن توضع خطة وطنية، بل قومية، تهدف إلى شد الأواصر بين اللغة والناس”.
رئيسة جمعية “بالعربيّة” سارة ضاهر
وعند توزيع الجوائز حصد أحمد ياسين جائزة “الإلقاء”، بينما فازت أحلام زلزلي بجائزة “الشعر”، وحصل كلّ من رنا علم وجنى سليقا على جائزة “القصة القصيرة” فيما فاز كميل الريس بجائزة “الفيديو المصوّر”. وأكّدت الفائزة جنى سليقا ابنة الإثنين والعشرين عاماً لـ”نداء الوطن”، أنَّ “بيروت عشقها لذا كرّست قصتها عنها وبأنّ هذا الفوز يحفّزها لنجاحاتٍ مقبلة”.
بدورها أشارت لوركا سبيتي الى أنه “وفي ظلّ الأزمات التي نعيشها في لبنان من هبوطٍ إقتصاديّ وثقافيّ ساهمت الجمعيّة بإحياء بيروت وثقافة أبنائها مجددّاً”.
وعن ماهية الجمعيّة وأعمالها المقبلة، أكّدت رئيسة المؤسّسة الدكتور سارة ضاهر أنَّ “الرؤية تكمن بالثقافة والتعليم لتطوير لبنان”، معلنةً عن “إطلاق الجوائز للكبار والصغار على حدّ سواء، إضافةً إلى أنشطة ثقافيّة أخرى تطمح الى بلورتها على المدى القريب”.
تأسّست جمعيّة “بالعربيّة” غير الحكوميّة في العام 2017، وباشرت بدعم اللغة العربيّة وإعادة هيكلتها رويداً رويداً، فثابرت على دورات محو الأميّة، توفير الفرص التعليميّة، تمكين النساء، مساعدة الأطفال، وتخصيص دروس عربيّة للجيش اللبناني. وقد استوطنت المؤسّسة عالم الدورات الإعلاميّة لتطلق جوائز خاصة بالمساجين، فتتفرّد بإطلاق أوّل كفاءة باللّغة بمبادرة من وزارة الماليّة وبالتعاون مع منظّمة الإسكوا.
جانب من الحضور